التاريخ : 2012-11-13
الفئران للتخلص من الألغام الأرضية
شكل الألغام الأرضية المميتة مشكلة ضخمة بالنسبة للعديد من الدول عالميًا وذلك لصعوبة وخطورة والتكاليف الباهظة لعمليات كشف واستخراج هذه الألغام من الأرض، ولكن الآن يعمل العلماء على تعديل فئران وراثيًا ليمكنها الكشف عن أماكن الألغام بالرائحة فقط.
قام الباحثون من "جامعة هانتر بمدينة نيويورك" (Hunter College of the City University of New York) بتعديلات وراثية في الفئران لتصبح حاسة الشم لديها أعلى من مثيلاتها الطبيعية بخمسمائة مرة لتستطيع شم المواد المتفجرة الموجودة في الألغام.
هناك منظمة بلغارية تدعى (APOPO) تستخدم بالفعل نوعًا من الجرذان الأفريقية العملاقة كوسيلة أرخص لشم الألغام الأرضية، وهذه الجرذان ليست معدلة وراثيًا ولكنها تتمتع طبيعيًا بحاسة شم قوية جدا تكتشف بها مادة (TNT) المتفجرة التي عادة ما توجد في الألغام الأرضية. يتم تعليم هذه الجرذان أن يقوموا بخدش الأرض عند اكتشاف وجود لغم ولكنها لحسن الحظ ليست بالثقل الذي يدفع بالألغام للانفجار.
وعلى الرغم من أن استخدام الجرذان يعتبر أقل تكلفة من الوسائل الأخرى لكشف الألغام، كما أنها أسرع حيث يمسح الجرذان حقلاً كاملاً في ساعة وتستغرق الكاشفات المعدنية يومان كاملان في نفس المهمة، إلا أن الجرذان تحتاج إلى التدريب لمدة تسعة شهور ليمكن الاعتماد عليها كما يتكلف تدريب الجرذ الواحد ستة آلاف يورو.
لهذا تعتبر الفئران المعدلة وراثيًا أفضل لأنها لا تحتاج إلى التدريب حيث يأمل العلماء أن تستجيب بتغير في التصرفات لرائحة المتفجرات بطريقة لا إرادية، وقد يعتمد العلماء على زرع شريحة في مخ الفئران لتتبع وتسجيل تصرفاتهم، إلا أن هناك المزيد من البحوث عن تصرفات الفئران.
ولكن هناك بعض النقد الذي يوجه إلى هذه الطريقة التي يزمع استخدامها في كشف الألغام الأرضية، حيث أنها لا يمكن استخدامها بمفردها والاعتماد كليًا على الفئران المعدلة جينيًا وذلك لأن وجود الرائحة من عدمه يعتمد على نوع التربة التي دفنت فيها الألغام كما أن هذه الطريقة لن تفلح أيضًا مع الألغام التي لا تحتوي على أي فتحات تخرج منها رائحة المتفجرات.
وفي النهاية قد تمثل هذه الطريقة أملاً في التخلص من داء عضال ألم بالعديد والعديد من البلدان في العالم.